The inauguration of new departments by Patriarch Moran Mor Bechara Boutros al-Rahi during his visit to Saydet Zgharta – University Medical Center
Patriarch Moran Mor Bechara Boutros al-Rahi visited Saydet Zgharta – University Medical Center on Friday, June 13th where he inaugurated the new church and many new departments.
البطريرك الراعي يفتتح أقساماً جديدة خلال زيارته الى مستشفى سيدة زغرتا الجامعي : هذا المستشفى يولّد فينا الفرح بوجوده ونموّه وتطوّره؛ والإعتزاز به مستشفى جامعيًا يضاهي كبار المستشفيات
زار صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بطريرك أنطاكيه وسائر المشرق الكلّي الطوبى مستشفى سيدة زغرتا الجامعي قبل ظهر الجمعة 13 تموز 2018 وذلك ضمن اطار زيارته الرعوية الى نيابة اهدن – زغرتا، ورافقه السفير البابوي المطران جوزيف سابيتاري
وكان في استقبال البطريرك الراعي كل من النائب البطريركي على نيابة اهدن – زغرتا والمشرف العام على المستشفى المطران جوزيف نفاع ومدير عام المستشفى المونسنيور اسطفان فرنجية، عدد من الشخصيات السياسية والقيادات الأمنية ورؤساء اتحادات وبلديات، حشد من المطارنة والرهبان والراهبات وكهنة رعية اهدن –زغرتا وفعاليات اعلامية وثقافية وتربوية واغترابية وحشد من أبناء المنطقة والاطباء والممرضين والممرضات والموظفين
بعد استقباله عند مدخل المستشفى، توجه البطريرك لتكريس الكنيسة الجديدة التي تبرعت ببنائها المرحومة رينيه سركيس البايع
المحطة الثانية كانت في قاعة “الشهيد ميشال حنا اسكندر” للمحاضرات حيث تم عرض وثائقي عن المستشفى ومن ثم كانت كلمات لكل من
رئيس اللجنة الطبية الدكتور شيبان رفول
“يُسعدُني أن أُرحّبَ بكُم في مستشفى سيدة – زغرتا الجامعيّ، هذا الصرح الطبيّ والتعليميّ الذي وبفضلِ جهود القيّيمين والعاملين فيه وأبناء منطقة زغرتا الزاوية أصبحَ اليوم من أهم وأكبر المستشفيات في الشمال
أشكرُ جهودَ الجميعِ وأنوّهُ بقدرتكم على تحمّل الصعوبات التي يمرُّ بها القطاع الإستشفائي على صعيد لبنان
لقد عَمِلنا خلال السنوات الخمس الأخيرة على تطوير المستشفى من خلال إنشاء أقسام جديدة عملاً بالخطة الإستراتيجية التي وضعناها والتي باتت اليوم حقيقة: من تنفيذ عقد البروتوكول مع الجامعة اللبنانية – كلية العلوم الطبية- الذي من شأنه رفع مستوى الخدمات الطبية إلى إفتتاح قسم جراحة القلب
أمّا هدفنا اليوم فهو العمل على تحسين الآداء والجودة من خلال تطبيق معايير الإعتماد العالمية JCI إذ باشرنا بتطبيق أهمها: Revue de mortalité-morbidité، Revue des pairs، Comité Tumor Board، staff meeting for Interventional cardiology وغيرها
وأخيراً، إسمحوا لي بإسم اللجنة الطبية أن أشكر حضورَكُم فرداً فرداً، ودعوني أخصّ بالذكر جميع الأطباء الزملاء الذين ساهموا في تطوّر المستشفى على مدى أربعين عاماً والذين شكّلوا ويشكلون الشريك الأساسي وحجر الزاوية في تطوير وتحديث هذا المستشفى”
من ثم كلمة مدير عام المستشفى المونسنيور اسطفان فرنجية الذي قال
“أرحب بكم يا صاحب الغبطة والنيافة بإسم راعينا الحبيب المطران جوزيف نفاع نائبكم العام في نيابة اهدن – زغرتا والمشرف على هذا المستشفى
أرحب بكم بإسم اخوتي كهنة الرعية وأوقافها وأبناء رعيتي اهدن – زغرتا
وكلّ العاملين في هذا المستشفى من أطباء وإداريين وممرضين وممرضات وعاملين في كافة المجالات
أرحب بكم يا صاحب المعالي والسعادة والسيادة وخاصة ممثل صاحب المعالي وزير الصحة دولة الرئيس غسان حاصباني ونسأله نقل تحياتنا وشكرنا لدولته على إهتمامه بهذا المستشفى
أرحب بقائد اللواء الطبي في الجيش اللبناني العميد جورج يوسف على حضوره معنا الآن في هذا الاحتفال وبكلّ الأجهزة الأمنية، الطبية والجوية وخاصة ممثل قائد القوى الجوية سيادة العميد زياد هيكل ممثلاً بالعقيد حسّان بركات
واسمحوا لي أن أرحب بمؤسس هذا المستشفى سيادة المطران بولس آميل سعادة الذي رافقني طالبًا إكليريكيًا وكاهنًا وقد تسلمت منه المسؤولية المباشرة عن إدارة هذا المستشفى وتطويره من خلال سيادة المطران سمير مظلوم السامي الاحترام الذي أرحب به أيضاً بكل حرارة وعرفان جميل، هو الذي آمن بهذا المستشفى وبدوره ووقف الى جانبه وعمل من أجله وآمن بي وبقدراتي ومنحني ثقته وعملت تحت رعايته لاثنتي عشرة سنة، إحتملنا معًا حرّ النهار وبرده، مع مجموعة من راهبات الصليب اللواتي ساهمن في تأسيس المستشفى وخدمن فيه وتركوه منذ سنوات لقلّة الدعوات، فنتقدّم منهن بالشكر حاضرات وغائبات وعربون وفاءٍ تجاه هذه الرهبانية ودورها ، قمنا بوضع ذخيرة الطوباوي أبونا يعقوب الكبوشي على مذبح الكنيسة، لتبقى بركته حاضرة في هذا المستشفى
أرحب بعميد كلية الصحة في الجامعة اللبنانية العميد بطرس يارد على تعاونه معنا في سبيل تطوير العمل المشترك فيما بيننا
لقد إستلمت المستشفى سنة 2000 في ظروف صعبة والتي نتجت عن البدء في تطبيق نظام الإعتماد Accréditation وما يتطلبه هذا النظام من أماكن وقدرات بشرية وأجهزة طبية وغيرها ليتلائم العمل مع المعايير العالية المطلوبة وإحترام مقاسات الجودة وإرتباط كلّ ذلك بإستمرار العقود مع الشركات الضامنة أم توقفها وبالوضع المالي للمستشفى أيضاً، فكانت الخطة الشاملة التي بدأنا به، فنال المستشفى سنة 2005 الدرجة A في التصنيف الأوّل وفي آب 2011 حافظنا على نفس الدرجة T1 وبالتسعيرة الأولى ومن دون تحفّظ (sans aucune réserve)
لقد عملنا يا صاحب الغبطة إنطلاقاً من مسؤولياتنا تجاه المريض والمريض هو قريبنا وجارنا وصديقنا ومن مسؤولياتنا تجاه بعضنا البعض، فكنا ولا نزال إداريين وأطباء وممرضين وممرضات وعاملين وعاملات فريقاً واحد همنا الوحيد الحفاظ على هذا المستشفى لا بل تطويره وأخذ المبادرات الدقيقة والإجراءات اللازمة وفي كثير من الأحيان الصعبة جدّاً
وكنتم يا صاحب الغبطة السباقين في دعمنا وهمنا الوحيد كان ولا يزال وسيبقى أن نرضي الله وشفيعتنا سيدة زغرتا ونعمل أعمال الرحمة التي أوصانا بها الرب يسوع وهمنا أيضاً أن ننال رضاكم وأن نكون على قدر ثقتكم بنا التي لا نستحقها
لقد إستطعنا بمعونة الله أن نستقطب الدعم المادي لتطوير المستشفى، فانبرىء إبن رعيتنا المحسن حنا إسكندر بدعمنا لبناء قسم العناية الطويلة والكوما وإعادة التأهيل الذي تمّ إفتتاحه في 16/04/2010، وعاد ودعمنا لبناء هذه القاعة على إسم نجله الشهيد ميشال الذي سقط شهيداً في حرب السنتين بسبب عدم وجود مستشفى قريب
وها هو اليوم يقوم بتوسيع قسم الإقامة الطويلة ليضيف عليه 17 سريراً ليصبح 37 سريراً بدلاً من عشرين نظراً للحاجة إليه والذي سنفتتحه بعد قليل على الرغم من عدم إكتماله بعد.
فنتقدم منه بالشكر ومن عائلته الكريمة التي نلتقي معها دائماً على دعم رعية إهدن – زغرتا ومؤسساتها. كما تبرعت السيدة إيفون سركيس البايع زوجة المرحوم ميشال الصايغ ومنذ سنوات ببناء مركز التأهيل وتجهيزه بأفضل المعدات وقد تمّ إفتتاحه في 25/08/2011، وقامت أيضاً بالتبرّع ببناء كنيسة المستشفى التي باركتها في مطلع زيارتكم للمستشفى لتكون رحمة عن شقيقتها المرحومة رينيه سركيس البايع
وها هو السيّد كريم أبشي أيضاً يتبرع ببناء قسم عناية جراحة القلب CSU وتجهيز غرفة عمليات القلب المفتوح بأفضل الأجهزة وسيتم إفتتاحه اليوم وهو يحتاج إلى اللمسات الأخيرة بعدما قام المستشفى بإجراء أكثر من عشر عمليات القلب المفتوح وقد تكللت جميعها بالنجاح والحمد الله
كما أننا لا ننسَ دعم دولة قطر من خلال إبن رعيتنا الدكتور ريمون قبشي مشكورين ودعم السيد أنطوان مخائيل يمين وجورج غصين دون أن ننسَ من دعم المستشفى في إنطلاقته أيّ الدولة الأسترالية من خلال المرحوم جو الشيخا الدويهي
إنّ قطعة الأرض التي بُني عليها المستشفى كان قد تبرع بها المثلث الرحمة المطران جرجس عبيد الإهدني مطران إهدن آنذاك لتكون وقفاً خيرياً لدعم المدرسة التي أسسها على إسم القديس يوسف قرب كنيسة سيدة زغرتا أي كلفة أستاذين لتعليم أولاد زغرتا والمنطقة ومن بعد رحيله وإستقراره فر روما سلّمها إلى الرهبانية اليسوعية. فوفاءً لهذا الحبر الجليل سنضع الطابق الثالث من هذا المبنى على إسمه تخليداً لذكراه العطرة ووفاء لما قام به من أجل زغرتا ومنطقتها
لقد عاش هذا المستشفى ظروفاً صعبة وخصوصاً أيام أحداث طرابلس والبارد، وكانت الحاجة كبيرة إلى مهبط هليكوبتر لنقل الجرحى من المستشفى وإليه لإسعافهم وتقديم العناية لهم
فها نحن اليوم ندشّن هذا المهبط الذي أطلقنا عليه إسم الشهيد الملازم الطيّار بيارو زخيا الدويهي الذي ترك ثكنته يوم كنت زغرتا تتعرض لهجوم كبير وهو في مطلع شبابه وإستشهد في علما – زغرتا سنة 1975. وسيكون هذا المهبط بتصرف الجيش اللبناني – القوات الجوية 24 ساعة على 24 ساعة
وسنكون الآن مع مناورة حيّة يُجريها سلاح الجوّ في الجيش اللبناني مع اللواء الطبيّ وهي كناية عن نقل جريح إلى المستشفى وإيصاله إلى غرفة العمليات بالسرعة القصوى ولتعذر وجودنا في المهبط للسلامة العامة سننقل المناورة مباشرة عبر الشاشات
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وأهلاً وسهلاً بكم جميعاً في ربوع هذا الصرح الإستشفائي الذي يخدم بإسم الرب يسوع دون حياء ودون ملل أو تعب فالشكر له ولسيدة زغرتا وشكراً لكم جميعاً”
وختاماً كلمة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي
“بفرح واعتزاز وشكر للعناية الإلهيّة أزور مستشفى سيّدة زغرتا الجامعي هذا وقد كرّسنا الكنيسة الجديدة الّتي تبرّعت ببنائها مشكورة عائلة المرحومة رينيه سركيس البايع. وشاهدنا عرضًا وثائقيًا روى لنا بدايته وتأسيسه وتطويره وصولاً إلى ما هو عليه اليوم، في مسيرة تاريخيّة على مدة تسع وخمسين سنة. فتمّ فيه التشبيه “بحبّة الخردل الّتي، وهي أصغر البقول، تصبح شجرة كبيرة تعشعش فيها طيور السّماء” (متى 13: 32)، وقد شبّه بها الرّب يسوع ملكوت السّماء الّذي هو الكنيسة.
ويطيب لي أن أحيّي سيادة أخينا المطران بولس إميل سعاده المؤسّس وصاحب الخطوة الأولى الّتي بدأها مع لجنة إدارة وقف مار يوحنا المعمدان سنة 1959. فانشأوا “مستوصف الحركة الاجتماعيّة” في بيت الكهنة في مار يوحنا. ثمّ مع أحداث 1975 طوّره إلى مستشفى للعلاجات والعمليّات الأوّليّة لكلّ منطقة زغرتا الزّاوية وجبّة بشرّي. وكان يتمّ ذلك في خمس غرف من بيت الكهنة. وفي سنة 1979 بدأ البناء بمستشفى سيّدة زغرتا في هذا المكان، وبعد أربع سنوات بوشر العمل فيه باستقبال المرضى بمعاونة راهبات الصّليب. إنّنا نذكر بالصلاة كلّ المحسنين والمعاونين الذين ساعدوا في تحقيق هذا المشروع الإستشفائي الخيّر والكبير
ويسعدني بالمناسبة أن أهنّئ سيادة أخي المطران بولس إميل سعاده بذكرى سيامتنا الأسقفيّة الثّانية والثّلاثين أمس 12 تمّوز، وقد رفع كلّ واحد منّا صلاة الشّكر لله الّذي جعل سيادته نائبًا بطريركيًا عامًا في كل من نيابة إهدن-زغرتا، ونيابة البترون، وأنا في الكرسي البطريركي لأربع سنوات ثمّ في أبرشيّة جبيل. مذ ذاك الحين كانت مسيرتنا معًا في تعاون دائم ورباط أخوّة ومحبّة متين
ولكنّ التّعارف بيننا بدأ سنة 1970 كعضوين في “الهيئة المارونيّة للتخطيط والإنماء” الّتي أنشأها المثلّث الرّحمة البطريرك الكردينال أنطونيوس خريش والمطارنة والرّهبانيّات لخدمة المحبّة في بداية الحرب اللبنانيّة، وبخاصّة للمهجّرين والمنكوبين من بلداتنا المسيحيّة والمارونيّة، قبل تأسيس كاريتاس-لبنان. فكان سيادته ممثّلاً لمنطقة زغرتا الزّاوية، وأنا للرهبانيّة المارونيّة المريميّة. منذ تلك السّنوات تعرّفت غليه كاهنًا غيورًا مقدامًا، وصاحب وجه اجتماعي-إنساني مشرق
ويطيب لي ان أحيّي عزيزنا المونسنيور اسطفان فرنجيّة مدير عام المستشفى الّذي نهض به، بالتّعاون مع الإداريين والأطبّاء والممرّضات والموظّفين وبخاصّة مع أبناء إهدن-زغرتا المحسنين، المقيمين والمنتشرين. وسار به، بشجاعة ووعي، في مسيرة تطوير وتحديث وبناء، كما سنرى في زيارتنا بعد هذا اللقاء. كما أحيّي رئيس اللجنة الطّبيّة الدّكتور شيبان رفّول، واشكره على كلمته التّرحيبيّة. وأوجّه تحيّة أخويّة لسيادة المطران جوزف نفّاع المشرف على المستشفى بوصفه نائبًا بطريركيًا عامًا في نيابة إهدن-زغرتا، وكلّ السّادة المطارنة الّذين تعاقبوا في هذه الخدمة
سنزور وفقًا للبرنامج، بعد هذا اللقاء، مباني المستشفى. فنفتتح المبنى الجديد (C) بدءًا من قاعة المحاضرات على اسم “الشّهيد ميشال حنّا اسكندر”، وهي تقدمة والده لراحة نفسه، ثمّ بطوابقه الأربعة، وطابقه الأخير الّذي هو مهبط الهليكوبتر المستحدث بالاتّفاق مع الجّيش، على اسم الشّهيد الملازم بيار زخيا الدّويهي. فنحيّي أسرته ومؤسّسة الجّيش وعلى رأسها العماد جوزف عون، وننحني أمام ذكرى الشّهداء الّذين سقطوا دفاعًا عن وطننا. ومن دواعي السّرور أن نحتفل بإزاحة أربع لوحات تذكاريّة: الأولى عن المبنى الجديد، والثّانية باسم الشّهيد الملازم بيار، والثّالثة عن اللوحة التّذكاريّة في جناح العناية الفائقة، تكريمًا لسيادة المطران بولس إميل سعادة، والرّابعة عن جناح العيادات الخارجيّة إحياء لذكرى المثلّث الرّحمة المطران جرجس عبيد
ويسعدني أيضًا ان أزور المبنى (A)، القديم تاريخيًا والمتطوّر حديثًا، وقد شيّدت فيه كنيسة صغيرة. لأتفقّد المرضى وأصلّي من اجل شفائهم؛ وسأبارك الطّوابق الجديدة في المبنى (B) حيث أحيّي مقدّميها أعزّاءنا: السّيد حنّا اسكندر للعناية الملطّفة، والسّيد جوزف قبشي وزوجته ثريّا لجراحة القلب، والسّيدة إيفون البايع أرملة المرحوم ميشال الصّايغ للعلاج الفيزيائي
أجل، هذا المستشفى يولّد فينا الفرح بوجوده ونموّه وتطوّره؛ والإعتزاز به مستشفى جامعيًا يضاهي كبار المستشفيات؛ والشّكر للعناية الإلهيّة الّتي رافقته منذ الخطوة الأولى حتى اليوم، ولا تزال ترافقه في كلّ آفاقه الجديدة، تحت نظر أمنا مريم العذراء سيّدة زغرتا
أن تقوم الكنيسة بإنشاء هذا المستشفى، فهذا إكمال لرسالتها الخلاصيّة تجاه كلّ إنسان. فالإنسان طريقها، كما كان طريق المسيح في حياته التّاريخيّة على الأرض. ومعلوم أن تأمين الإستشفاء والشّؤون الصّحيّة هو واجب الدّولة الأوّل. أمّا الكنيسة فتساعدها على القيام بهذا الواجب. فإنّي أوجّه من هنا النّداء إلى وزارتي الصحّة والمال للقيام بالواجبات الماليّة المتأخّرة تجاه هذا المستشفى وسائر المستشفيات الخاصّة، من باب المسؤوليّة والعدالة المتبادلة والتّكامل في الخدمة. فكما أنّ المستشفى مطالب بواجب استقبال كل مريض وتأمين خدمته على الفور، كذلك وزارتا الصّحة والمال مطالبتان بواجب إيفاء الواجب المالي المترتّب على مؤسّسات الدّولة لقاء خدمة من هم في عهدتها
أمّا رسالة الكنيسة الأساسيّة فهي إعلان إنجيل المسيح لخلاص كلّ إنسان، وتوزيع نعمة الأسرار الّتي تقدّس النّفوس، وبناء الجماعة المسيحيّة في الوحدة على أساس الحقيقة والمحبّة. إني، في المناسبة، أحيّي سيادة أخينا المطران جوزف نفّاع، نائبنا البطريركي العام ومعاونيه الكهنة والرّهبان والرّاهبات في هذه الخدمة الرّاعويّة. فأشكرهم على نشاطهم في الرّعايا والمؤسّسات ومنها هذا المستشفى. وادعوهم إلى المزيد منه، نظرًا للأوضاع والظّروف الرّاهنة
وفي سياق الخلاص والشّؤون الصحيّة، لا يغفل عن بالنا خلاص وطننا دولة، وشعبًا ومؤسّسات. فلا أحد يرضى عن هذا التأخّر في تأليف حكومة جديدة وفقًا لمبادئ الدّستور، تكون على مستوى الظّروف الصّعبة الّتي نجتازها، وقادرة على المباشرة بالإصلاحات الّتي طالب بها مؤتمر باريس – CEDRE في الهيكليّات والقطاعات، من أجل الحصول على المساعدات الماليّة بين قروض ميسّرة وهبات، بمبلغ 11 مليار ونصف دولار أميركي. فلهذا التأخير تداعيات اقتصاديّة في جميع القطاعات. فندعو بإلحاح إلى تأليف الحكومة اليوم قبل الغد، إذ لا يحقّ لأحد التّلاعب بمصير هذه المؤسّسة الدّستوريّة وسائر المؤسّسات والإدارات، وحقوق الشّعب، أيًا تكن اعتباراته
كما أنّه لا يغفل عن بالنا الشّأن الصّحي السيّاسي. فالسّياسة تعاني من الخروج عن طبيعتها وغايتها، وهما خدمة الخير العام، الّذي منه خير كلّ إنسان وكل الإنسان؛ وتعاني من الفساد والسّعي إلى المصالح الشّخصيّة والفئويّة على حساب الدّولة ومؤسّساتها. والسّياسيّون يعانون من الانقسامات والخدمات والإساءات المتبادلة حتّى العداوة. والكلّ يأتي على الشّعب بالإحباط وفقدان الثّقة بالسّياسيّين وبالدّولة. فتجفّ في قلب المواطنين محبّة الوطن
إنّنا ندعو من دون ملل إلى بناء الوحدة الدّاخليّة، وتجنّب الثنائيّات وكلّ إقصاء. فلبنان مميّز بالتعدّديّة الثقافيّة والسّياسيّة والدّينيّة في الوحدة. ما يعني أنّ لكل مكوّن من مكوّناته مكانًا ودورًا في هذا الجسم الواحد. هذه هي روح الميثاق الوطني والدّستور والعرف
فكما نأمل الشّفاء لكل مريض يدخل مستشفى سيّدة زغرتا وأمثاله، نرجو لكلّ واحد وواحدة منّا شفاءه الرّوحي والمعنوي، ولمتعاطي الشّان العام شفاءهم السّياسي والوطني
عشتم! عاش لبنان!”
بعد الاحتفال، افتتح البطريرك المبنى “ث” حيث تم ازاحة الستارة عن لوحتين تذكاريتين: واحدة للمبنى كاملاً وأخرى لمهبط الشهيد الملازم الطيار بيارو زخيا الدويهي. من بعدها، جال البطريرك في الطابق الأول المخصص لقسم القلب، من ثم ازاح الستارة عن اللوحة التذكارية في قسم العناية الفائقة على اسم مؤسس المستشفى المطران بولس آميل سعادة (الطابق الثاني) واللوحة التذكارية في العيادات الخارجية على اسم المثلث الرحمة مطران اهدن جرجس عبيد الإهدني (1661-1743) واهب العقار الذي بني عليى المستشفى (الطابق الثالث). كما تم افتتاح قسم الأطفال وحديثي الولادة والخدج. وأخيراً تم افتتاح مهبط الهيليكوبتر في الطابق الأخير الذي استُحدث بإشراف تقني للجيش اللبناني – القوى الجوية لتسهيل وصول او نقل المرضى بالحالات الطارئة
بعد الانتهاء من مباركة المبنى “ث”، توجه البطريرك الى المبنى القديم “أ” حيث جال على المرضى في قسم الصحة العامة، ومن ثم انتقل الى المبنى “ب” حيث تفقد مركز العلاج الفيزيائي وحوض السباحة المخصص للممرضى. وأخيراً تم تدشين طوابق جديدة لمركز العناية الملطفة واعادة التأهيل تبرع بهم السيد حنا اسكندر اسكندر وتدشين قسم جراحة القلب وقسم عناية جراحة القلب الذي تبرع به المغترب جوزيف جريج أبشي وزوجته ثريا أسعد الدويهي
وبعد انتهاء الجولة في المستشفى، أولم المونسنيور فرنجية على شرف البطريرك الراعي والحضور وتم قطع قالب حلوى احتفاءً بالمناسبة